ليس يوما عاديا يا عصام... وقد تعودت أن أبدأ بك وبصفحتك الخالدة قبل كل شيء.
قرأت وشاهدت خبرا يقولُ بالقبض عليك ! أنت وأبو العلا ماضي ،حزنت مرتين، مرة لأنهم غيّبوك عنا وحرمونا صوتك الجريء وقلمك الصادق، ومرة أخرى لأنهم يستخدمون كلمة لا تناسبكم: "القبض" وهل يقبض إلا على اللصوص ! ! ! و أنتم الشرفاء الأطهار الأوفياء.
أنا قلق وحزين، ليس حزنا من قبيل ذلك الذي يعبّرُ عنه "بان كي مون" في كل حين حتى أفقد الحُزن حزنه والقلق قَلقَه ، كلاَّ هو حزن كبير وقلق بالغ له من القلب محلُّ عظيم.
لعلك أيها الشريف لا تعلم أن شابا موريتانيا -في مدينة ربما لم تسمع بها- كان يتعلم منك، كان يقرأ من شجاعتك ووضوحك ووقوفك مع الحق، كان يرى فيك نموذج السياسي الذي لابد أن يتصدّر ويقود.
ليس السجن مكانك يا عصام، ولا مكان الشرفاء الآخرين الذين سبقوك إليه،كلا وكيف يكون السجن مكانك ياعصام وأنت أول من كتب بيانا للجمعية الوطنية للتغيير ،أنت الذي لم تترك الميدان طيلة 18 يوما في ثورة يناير وكنت محاميا لكل من عارض مبارك،ليس السجن مكانا مناسبا للمهندس أبو العلا ماضي من شهد بيته أول اجتماع لحركة "كفاية".
أنتم وأمثالكم من أصحاب سابِقةِ النضال والوعي والوفاء
أعود إلى صفحتك ياعصام لعل "تغريدة" منك "تحلق" عنوة وفجأة من وراء القضبان،لعلها تفلت من بين جلادييك ،الذين غيبوك عنا وما درى هؤلاء أنك الحاضر بيننا، لكأنك كنت على موعد مع الاعتقال فكان آخر ما كتبتَ لنا خلاصة عميقة سنقرأها في كل يوم، نعم وقد اخترت لها عنوانا يلخّص كل شيء: "العملية السياسية" واخترت لها ختامًا لا بد من قرائته،لا بد من تدبره، حين تقول منذ 23 ساعة على صفحتك:" قد تطول عمليتنا السياسية ، وقد تتعثر لعقبات يصنعها خصومنا أو أخطاء منا لنقص خبرتنا ، وقد تتأخر بعض الوقت ، وقد تحتاج إلى تضحيات بالنفس والمال والحرية ، ولكنها السبيل الوحيد للتقدم ، ولا سبيل غيره ..
والفرق بين عمليتنا السياسة التى نتمسك بها ونعض عليها بالنواجذ وبين عمليتهم السياسية التى يدعوننا إليها ، أننا فى سياستنا أصلاء وفى سياستهم أجراء ! وأننا فى سياستنا أحرار وفى سياستهم تابعون ! وأن دائرة سياستنا هى وطننا كله ودائرة سياستهم هى بالكاد حسابهم البنكى أو التويترى ! وأن سياستنا شابة صاعدة واعدة طليقة من القيود وسياستهم هرمة شائخة آفلة على أعتاب القبور ! ولهذا السبب الأخير بالذات ، نحن على يقين بالنصر"
صدقتَ يا عصام:"نحن على يقين من النصر" ذاك آخر سطر وأول سطر،تحية لك وللشرفاء أمثالك: محمد مرسي،الكتاتني،حازم صلاح أبو اسماعيل،أبو العلا ماضي والبقية الأوفياء .
====
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق