الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

حي "الفاصلة".

هنا في انواذيبو، عشرات الأسر الذين تم طردهم من مساكنهم في حي "الجديدة" يوم تم هدْمه في اكتوبر 2010 في إطار مايعرف بتأهيل العشوائيات،لم يجد هؤلاء مأوى حينها فأشار إليهم بعض السكان (منهم أساتذة تعليم ثانوي) إلى أن انواذيبو توجد فيه قطعة أرضية تابعة لدولة "أوكرانيا" يمكن أن يتخذوها مساكنَ لهم.
وهكذا لجأت حوالي 70 أسرة إلى جمهورية "أوكرانيا" ولما استقرّ بهم المقام في أرض "أوكرانيا" (الشقيقة)، هاجمتهم قوات موريتانية وأخرجتهم من "منازلهم" بشكل عنيف و"احتلَّت" بعض قوات الحرس الوطني مباني "أوكرانيا" واتخدوها مساكنَ لهم ولأهلهم فيما بعد ولم تجد تلك الأسر -حتى الآن-تفسيرا لطردهم من تلك البناية واستقبالها لعائلات أخرى ليست قطعا في مستوى حاجتهم للمسكن.
ولاتزال عشرات الأسر تتخذ من بعض البنايات الخربة مساكن لها في انتظار أن تحل مشكلتهم حيث تسميهم السلطات المحلية هنا حي "الفاصلة" وهي كلمة من قاموس "الكزرة" نتيجة لبعض المداخلات التي تحدث عند تقسيم القطع الأرضية.
قبل زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لنواذيبو استدعاهم والي داخلت انواذيبو ووعدهم بتوزيع قطع أرضية قريبا، وطلب منهم ألا يطرحوا مشكلتهم أمام الإعلام ولا في "حضرة" الرئيس وحين غادر الرئيس وعادوا إلى السيد الوالي أحالهم الوالي للحاكم وبعد فترة طويلة من المتابعات مع الحاكم أحالهم الحاكم لرئيس المنطقة الحرة في انواذيبو (سلطة جديدة هنا في انواذيبو يُحال لها كل شيء -تقريبا-حتى "القمامة") وفي انتظار أن تحل تلك السلطة مشكلتهم يعيش هؤلاء على "أمل" يتضائل يوما بعد يوم، كيف لا وقد اختاروا لهم حي "الفاصلة" والفاصلة تعبير عن "جغرافيا متحركة" لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، سوف يكبر الأطفال الحاليون ويولد آخرون،سيأتي الرئيس ويعود،سينتهي موسم الانتخابات بوعوده الكثيرة وهم هنا في حي "الفاصلة" لسان حالهم يقول:لسنا سوى فاصلة في نص طويل من "الإنجازات وتأهيل الأحياء العشوائية"،فمتى تنتهي مأساة هؤلاء أو يكتشفون "نقطة" نهاية ذلك النص الطويل.
----------------------------------------------
أوكرانيا نسبة إلى مبنى غير مكتمل يعود لمشروع بناء مستشفى في انواذيبو من تمويل ماكان يعرف بالاتحاد السوفيتي وحين تفكك الأخير عام 1991 "ورثت" أوكرانيا ذلك المشروع من الاتحاد السوفيتي و"غنمته" قوات الحرس الوطني في انواذيبو واتخذوه مساكن لهم ولعائلاتهم بعد طردهم لتلك الأسر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق