من أهم ما لفت انتباهي في الفيسبوك من تعليقات على 30 يونيو (أقصد تلك التعليقات المركبة التي لم تكن فحسب حماسا مطلقا للإخوان ولاهي تحامل وكره لهم) ما تفضل به هذان المدونان:
كتب المدون الكبير عبد القادر ولد محمد تعليقا على 30 يونيو: " المعادلة المصرية : الشراكة السياسية مع جماعة "الإخوان" صعبة للغاية واقصائها من المشهد السياسي مستحيل"
وكتب المدون المتميز محمد سالم ولد أحمد في نفس السياق: "الإخوان بالأساس حركة إصلاحية ولكي تتحول سياسيا -على الأقل- للخيارات الثورية كانت بحاجة لدرس بحجم 30 يونيو"
====
أعتقد أن 30 يونيو وتداعياته ستفيد الإخوان المسلمين في التفكير حول شراكة حقيقية مع الجاديين من أبناء مصر من الأطياف الأخرى فرغم أن تلك المظاهرات الحاشدة حاول البعض أن يحصرها في "الفلول" وأحيانا في بعض "الشواذ" رغم أنهم مشاركون بقوة إلا أنها ضمت كثيرين من شباب مصر ومن المواطنين البسطاء الذين لم تأت بهم المعارضة ولا حركة "تمرد" بل أتت بهم الأوضاع المعيشية الصعبة بعد عام من حكم مرسي.
----------------
يتعامل الإخوان مع معارضيهم بسياسة النفس الطويل وتركهم لتفاعلات الزمن ليتبين للمصريين حقيقتهم وقد نجح هذا من قبل خصوصا في أحداث الاتحادية ولكنه قد لايصلح هذه المرة لأن غالبية المحتجين ليسوا من أنصار المعارضة التي تبين أنها معارضة مفلسة أو على الأصح كما يصفها الكاتب المصري بشير عبد الفتاح "معارضة متسولة سياسيا" وقد رأينا كيف ركبت الحشود لإعلان البيان رقم 1 باسم الثورة وكيف تسولت للجيش وللفلول لهدم الشرعية والأساس الديمقراطي الوحيد الذي تم بناؤه في مصر.
----------------
احتدم النقاش كعادته على الفيسبوك حول مايجري في مصر بين طرفين أساسيين (هنا في موريتانيا) طرف من أنصار الإخوان يدافعون عنهم بحماس كبير وطرف من كارهيهم ينتقدهم بتحامل لافت وكأن الفرصة حانت "للتخلص" من الإخوان، وهناك طبعا طرف ثالث لكنه الأضعف صوتا (كما في المعارك دائما) وهكذا وفي نهاية النقاشات الحامية يتم حظر مجموعة من الأصدقاء من أحد الكتاب الكبار بحجة أنهم تجاوزا في حقه وقد يكون محقا في بعض ذلك.
=========
أريد أن أقول هنا لإخواني من الإخوان بأن الحماس مطلوب وهو طبيعي والحياد مرفوض خصوصا في التحولات الكبرى واللحظات الفاصلة بين ماتعتقده حقا وآخر تراه غير ذلك ،ولكن التجربة السياسية للإخوان في مصر من الوارد أن تنجح ومن الوارد أن تفشل فهي في النهاية تقديرات سياسية وقد اعترف الرئيس المصري بأخطائه(على رأسها الإعلان الدستوري الذي دافع عنه البعض بحماس شديد)،ولا يعني هذا أبدا كما يريد بعض المتحاملين والمتربصين أن الفكرة الإسلامية ستموت أو تتلاشى بسقوط مرسي أو هزيمة الإخوان سياسيا بل هي أكبر من ذلك وقد تجاوزت أصعب من هذا بكثير وهي في صعود قد يتعثر حينا ولكنه ماض للأمام فذلك قدر الله الذي لايتخلف والذي نعتقده ونؤمن به ولكن كيف ومتى ذلك ما ننقاشه ونقدم فيه آرائنا.
======
لقد وجد مرسي أمامه تركة ثقيلة من الفساد ونخبة كارهة للإخوان تود لو قضوا عن بكرة أبيهم وجهازُ دولةٍ خرب أكثرُ المتنفذين فيه من أنصار النظام السابق وفلوله ومن خصوم الإخوان وزاد على ذلك التجربة الضعيفة للإخوان في الحكم وإدارة الشأن العام فمن السجون و"الجماعة المحظورة" إلى رأس مصر أكبر دولة عربية وأكثرها تعقيدا وتشابكا مع المحيط الإقليمي والدولي،نعم هذه كلها حقائق لاينكرها أحد ولكن هناك حقيقة أخرى وهي أن الإخوان اختاروا غير مضطريين التقدم لقيادة مصر واختارهم الشعب لذلك وعليهم أن يستعدوا للمحاسبة السياسية وهو ما أعتقد أن خطاب مرسي الأخير (واعترافه بالأخطاء) وتظاهرات 30 يونيو وتداعياتها ستفيد فيه والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق