الأحد، 3 نوفمبر 2013

إليك ياعزيزي...

هنا ياعزيزي...الكلّ أعلن استسلامه وطرحَ سلاحه،بين من أنهكته مشاغل الحياة ويومياتها ومن أغرته الأحلام الواطئة بالمُكث...
هنا لا رجال بمعنى الرجال، هنا قرار جماعي بالموت البطيئ ...هنا لا يتخلّف أحد عن السّرب -حتى لا أقول القطيع احتراما لنا-.

هنا سائق الحافلة يعوزه من يدفعها للتحرك،بعد أن ضنّ عليه "الكبير" بمبلغ زهيد لشراء "بطارية محرك".
كم هو مؤلم حدّ السخرية حين تراهم يدفعون بأيديهم البائسة حافلة أكثر بؤسا وارتماء في أحضان الضياع.
هنا يا عزيزي ذاتُ المكان وذاتُ الزمان وذاتُ الصباح الذي أسرعنا فيه الخُطى ناحية الشاطئ لنسرد أحلامنا بوثوقية الجديد ودهشته التي لا حدّ لها،لن أنسى يوم قلتَ لي والتسجيل عندي : هذه مرحلة من حياتي نحن فيها عابرون لا ماكثون،لكنني يا عزيزي أجدنا الآن وقد أطلنا المُكث واستقر بنا المقام واثّاقلنا إلى الأرض.
متى ينهض ماردُ الحلم والطموح فينا؟ ليرمي بهذه الخسارة الكبيرة ناحيةَ البحر فتغرق غير مأسوفٍ عليها تماما مثل تلك القوارب،وهي تطفو من جديد على السطح وقد اسودّت وتنكّر لها الزمان.
متى يا عزيزي نخطو خطوة واحدة لنموت "موتة واحدة" في حفرة "الوهم" الكبير، أو نعيش عيشة الكرام.
متى؟
ذلك هو السؤال الأبدي الذي لا يكفُّ عن صفْع خواطرنا "المبلّلة" بواقع بئيس، تماما كما يصفع الموج الهادر سُفن الصّيد ناحية "الرأس الأبيض" وهي تقاوم ثم تقاوم ثم تقاوم إلى أن انهارت واستوت في "جيوب" البعض مالاً "عذبا" لا "ملْح" فيه.
متى؟ ثم متى؟ ثم متى؟.
ذاك هو السؤال يا عزيزي ولا أرانا في حماس للإجابة عليه شغلنا عنه "شاغل".
تحياتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق