الأحد، 3 نوفمبر 2013

ماذا تعني لك الصورة؟

تشجيعا لثقافة التأمل والكتابة المتأنية ،سألت مجموعة من الأصدقاء في الفيسبوك،ماذا تعني لك "الصورة"؟ فأجاب كل واحد منهم-مشكورا-بكلام جميل يستحق الـتأمل والقراءة أكثر من مرة.

--------------------------
محمد سالم أحمد: الصورة شيء جليل لم يدركه على حقيقته إلاّ الأوائل، الذين كانوا يأخذون أبناءهم يوم العيد ليصوروهم فقط.
وسبب جلالها، أنه شيء مركب من الواقع الذي لا يلبث -في الصورة- حتى يصير ماضيا وكذا الخيال الذي يمتد عبر الزمن رغم انحباسه في ذلك الإطار الضيّق.
لكن هذا الجلال أخذ منه توفر الكاميرا مجانا مع الهاتف النقال كل مأخذ وصيّرهٌ على أعتاب الوفرة القاتلة.
لو أن هذه التقنيات وُجدت في زمن أمرئ القيس لما أجاد كما أجاد في شعره، ولو أن الفُضيل رآها لمات خوفا من يوم الحساب.
----------------------
محمد ولد إدومو: الصورة هي تواطؤ بين اللحظة والمكان ورغبتهما المشتركة في المكوث والخلود بمعزل عن عوامل التعرية وعاديات الزمن وناموس التغيير الذي يلعب بأوراق الزمان والمكان كل طرفة عين. ولأن الذاكرة عادة ما تصاب بالعقم في ريعان الحضور فإن الصورة هي ابنتها بالتبني لها تبوح بأسرارها، عليها تلقي تفاصيلها الصغيرة، وفيها تخبئ مفاتيح الحكايات ورموز الأزمنة وإحداثيات الأمكنة؛ كي تعيد اكتشافها حين يعم الضباب ذات شتاء. ولأن الصورة ابنة وفية فإنها تنفخ في الذاكرة روح البقاء كلما اجتاحتها جيوش الغفلة وغطاها رماد النسيان.
------------------------
الشيخ أحمد البان: الصورة هي محاولة الإنسان للاحتفاظ بأكثر ما يمكن من زمن عابر لا ينتظره، إنها تعكس إحساس الإنسان بالضعف أمام قطار الزمن الهارب، إنها تشبث باللحظات المضيئة في حياتنا، اللحظات التي نتمنى لو تدوم فنعجز عن ذلك فنغالب زوالها بالاحتفاظ بصورها الميتة أو الحية في الارشيف.
------------------------
عبد الله سيدي محمد: الصورة وسيلة تعبير مؤثرة .. لها قدرة خاصة على رسم أبعاد الجمال في الكون.. و فيها قوة خارقة لكسر جدار الصمت و تجاوز أسوار الخوف و إيصال الرسائل المحاصرة وراء الجدار، الصورة أيضا انعكاس ل"الضوء" على الذكريات.
--------------------------
ازيدبيه لمام: الصورة هي توثيق لمراحل الحياة ونقاطها البارزة ولحظاتها السعيدة.. وهي تساعد الذاكرة في استرجاع الزمن الغابر والأيام الخوالي .. وتعطي للشخص فرصة الملاحظة على نفسه من خلال المقارنة والقياس.
------------------------
خليهن ولد محمد الأمين:الصور هي أصدق تعبير عن الحقيقة، وهي ترجمة لمجموعة القيم والمشاعر التي تعتلج في نفس صاحبها .. فكل إنسان تستطيع أن تقرأه من خلال صورته.
---------------------------
ابراهيم البار: الصورة تترجم عبارة "enregistrer"
أي أنــــها الإحتفاظ بــــ"شانتيوه" من لحظات جميلة يذكر بها ويسترجع جمالها في لحظات التذكر والسباحة في "آلبوم" الماضي
وأقترح على من لا يمتلك آلة تصوير أن ينحو نحوي في تسجيلها من خلال "كأس شاي" بشرط أن ينوي "التسجيل" عند صناعته وعند ارتشافه ،ومن لا يعشق الشاي فعليه ب"التصوير" بما يعشق ك "مسك" أو "شوكالا" أو حتى "رائحة بصـــل"
الهم أن نســـــجل لحاظاتنا الجميلة حتى نرجع إليهـــا أيام "الوحشة" والتذكر فهـــي الزاد الحقيقي في هذه الأيــــام النكدة.
------------------------
حبيب الله ولد أكاه: الصورة تكبح جموح الخيال،واقع اللحظة أكثر من مجرد تلك الفوتونات التي تترجم الضوء لقرنية العين.. فكيف نختصره بها، و لذلك لا أُكثِر من الصورة، و إن كنت لا أعارضها أبدا، فثمّ لحظات تقتضيها
ربما أيضا تجب مراجعة القول أن "الصورة تساوي ألف كلمة" بشيئ من النقد.. فهو قول قد يكون له وَجاهة في الميدان الخبَري.. أما المجال الإنساني الذاتي، فالله أعلم
------------------------
محمد سالم محمد عبد الله:الصورة توثيق اللحظة وقراءة الماضي لاستنشاق عبير الأيام الخوالي والتزود بها للإستبصار ... حدثت حادثة كان يامكان.
-----------------------
مريم منت اليدالي: لست أدري،ربما يكون هذا أقرب إلى محاولة لشرح الفعل التكنلوجي Take a picture وتبسيط فهم تلك الممارسة .. إننا لا نزال نتعثر في تحديد مفهوم الصورة الأدبية رغم عتاقة هذا المبحث وسعة مجاله لارتباطه بالمعنويات والفترة الطويلة التي مُنحت له ليعالج في مطبخ الأدب .. الصورة - التي تقصد أنت - ذات إشكال تعريفي منذ عصر الرسامين إلى عصر نسيفور نيبس إلى عصرنا عصر الانفجار التصويري .. أما أنا فإنني عاجزة عن التعبير عنها بأكثر من القول : الصورة هي لحظة زمانية مكانية خاصة .. وهي أفضل من تعبر عن نفسها.
--------------------------
محمد عبد الله لحبيب: الصورة هي أنا يوم التقاطها، إنها تردني إلى لحظتها،،،، بكل التداعيات الممكنة: موعظة، إحباط، فرحة، شبع، ري، انكسار....
-------------------------
أحمد محمد المصطفى: هي جزء من معركة الإنسان والزمن، نقطة من النقاط التي كسبها الإنسان... تحمي بعض أبعاد "اللحظة" أو الحدث من السير بالطريقة الاعتيادية، تبطؤ سيره وأحيانا توقفه... لكن الزمن يظل أقوى، حيث تظل الصورة عاجزة عن نقل كل أبعاد اللحظة كما كانت في الأصل، وفي كل الأحوال يظل الزمن لها بالمرصاد لتطالها يده ولو بعد حين...
-------------------------
محمد جبريل: الصورة ..نظرة من الذات إلى الذات "وفي أنفسكم أفلا تبصرون "
-------------------------
محمد الأمين أحمد سالم: الصورة واقع منعكس في لحظة ما، واقع اقتنص فرصة البقاء كذكرى أو دليل لأشياء أكثر من حدود الصورة نفسها..
------------------------
محمد حيدرة مياه: الصورة.. وبعيدا عن التفسير العلمي اليابس.. هي نعمة ونقمة.. كما هي أشياء آخر هذا الزمان.. تمنحك الاحتفاظ بالجميل.. كما تذكرك بالواقع البائس... وهي أيضا محاولة للاحتفاظ بلحظات.. لاتقبل التكرار.."فثمة لحظات تتمنى أن تدركها من عمر الزمن تحنطها ليقينك أنها لن تتكرر"..كما تقول الكاتبة السعودية "نورا العلي".
------------------------
أحمد سالم أحمد: الصورة محاولة يائس لحبس لحظة إحساس عاشها في زمان ومكان ما، الصورة صناعة وعي ورسالة وهدف، الصورة كلام بدون لسان وكتابة بدون أحرف الصورة لغة وجدان ، الصورة تقرير لا يحسن قراءته إلا أصحاب الحس المرهف، ولأني مهتم بمجال الصورة أرى كل صورة التقطها فلذة كبد ترسم أبعادا جديدة كلما نظرت لها أدركت حجم متناقضات الحياة، طفل يلعب ببراءة في بركة ماء وهو في منتهى السعادة وهناك على حافة البركة يجلس والده وفي رأسه هموم الدنيا ثم لا يمتلك إلا أن يبتسم لابنه.
------------------------
الخليفة العتيق: ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺗﺧﻠﻴﺪ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﻟﺰﻣﺎﻥ و ﻣﻜﺎﻥ و ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ﻗﺪ ﻟﺎ ﺗﺘﺎﺡ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺠﺴﻴﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻴﺤﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺤﻆﺔ ﻣﺎ.
محمد ولد الناجي: لايمكن التقاط صورة لكامل الحياة ولكن خلف كل صورة من الحياة حكايات حتى تكتمل الحياة لأجل هذا نلتقط الصور ،الصورة هي عنوان الحياة وكل انسان هو صورة لحياته.
---------------------------
محمد عبد الرحيم: الصورة جزء من كيان اللحظة الحية، احتجاز معين لوهلة عمر تستحق أن تحفظ بعيدا عن الضياع و ملفات الذاكرة المتبعثرة، الصورة هي تلك النافذة التي يصنعها الحاضر لتطل على الماضي من المستقبل، هي لقطة إحساس، بذل، عطاء، حب، نجاح، وفاء، إحباط، فشل، حياة، موت، صنع، تدمير، تخطيط.. حفظ لميراث العين و العقل معا، تجسيد لواقع ينسحب بفعل الزمن في واقع لا زال الكل ينتظره، الصورة هي بإختصار ذاكرة الأيام التي لا تتأثر بعوامل التعرية البشرية، قادرة على تخزين آلاف المشاعر في كبسة زر أو رمشة عين، خالقة عالما مختلفا بكل التفاصيل.
---------------------------
أشكر الاصدقاء على تعاونهم معي ويمكن لبقية الأصدقاء أن يضيفوا من عندهم وصفا وتعبيرا آخر يضيف رؤية أخرى للصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق