الأحد، 16 ديسمبر 2007

همس الأحذية


المكان كعادته لايوحي بالحراك، فقد لفه صمت "صحافة التغطية " أما مساحة العواطف والتعبير فقد خنقوها لحد التلاشي بحبل "الموضوعية " و "الحياد " .....

..... كان الكل بانتظار سيادة "الرئيس " ابتسامة ماكرة ....ثم مصافحة مجامله وسيبدا الحديث غير الشيق طبعا والممل جدا كما هي عادة المؤتمرات الصحفية ...
لكن "منتظر" لم يقدر على الانتظارأراد أن يتجاوز "الروتين " في طرح الأسئلة فبدل حركة للسان ستتحرك اليد هذه المره نحو" سيادة الرئيس " ...سيكون سؤالا بليغا يليق بجلالة الضيف!!!
سأرمي رأسك الماكر بأقل الأشياء احتراما عندي؛ بزوج من النعل، الرمية الأولى نيابة عن كل عراقي حر والثانية نيابة عن كل مسلم مظلوم ....رميتان متواليتان ستبقيان في ذاكرة كل انسان حدثا مفعما بالمعاني ووداعا مناسبا لضيف خرب العالم.
لم أستطع وأنا المنهك من متابعة مؤتمرات صحفية تبدأ وتنتهي بالكذب والمجاملات، لم أستطع إلا أن أقف أمام التلفاز في لحظة من الانتصار والتشفي المبرر دامت عدة ثوان ...وكأن زوج النعل كان زوج صواريخ !!!!
عدت إلى الجلوس وتألمت لأن "الهدف" كان ينحني كلما اقتربت من رأسه الرمية ....رئيس ماكر حتى في آخر أيامه !!
لكن الإبداع في طرح السؤال (رمية بزوج من النعال )..وطبيعة الهدف (رئيس خرب العالم)
....وروعة الزمان (زيارة الوداع )....وحزن المكان (العراق المحتل )....كل ذلك جعلني أبارك للصحفي الشريف "منتظر الزيدي " على روعة وجلالة السؤال !! فقد كان من أكثر الأسئلة موضوعية في تاريخنا المعاصر ...
شكرا مرة أخرى فقد حققت بزوج من النعال ماعجز ت أزواج وأزواج من قادتنا عن تحقيقه !!!
شكرا "منتظر " فقد دخلت تاريخنا ذات "أحد " وقد عبرت عن شعور الملايين من أمة تبحث عن أي نصر بأي طريقه حتى ولو كان " زوج نعال "
تنبيه : ما يحتضنه الحدث من الروعه هو نفسه مايفيض به من الألم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق