أثناء حصة من
حصص أستاذ مادة "فنيات التعبير" Techniques d'expression وهو يشرح فنيات الإلقاء لاحظ أنني
أبتسم كثيرا، سألني لماذا؟ قلت له: أنا أستاذ محاضر في فنيات الإلقاء وقدمتُ عدة
دورات في هذا المجال لبعض الجمعيات الشبابية،قال لي: ممتاز، إذن ستقدم أنت الدرس
للطلاب وأنا سأجلس مكانك لاستمع كواحد من الطلاب، في الحقيقة فاجأني هذا المقترح
وحاولت أن أعتذر، فقلت له: لكنني لا أستطيع أن أحاضر باللغة الفرنسية، إذا أردتم
أن أقدم الدورة باللغة العربية يمكن أن أفعل، قلتها له وأنا أضمر التخلص من مقترحه المحرج، لكن الأستاذ أصر على مقترحه وقال لي:
هذا ممتاز أيضا ستكون تجربة مفيدة في فنيات الإلقاء أن نستمع إلى شرحك بلغة لا
نفهما،وشجعه زملائي الطلاب على ذلك، لم يعد أمامي إلا أن آخذ جرعة من الشجاعة وأقف
أمام الأستاذ والطلاب لأشرح فنيات الإلقاء، حاولت في البداية أن أخلط بين الفرنسية
والعربية حتى يفهموا، لكن الأستاذ اعترض وقال لي: تحدث فقط باللغة العربية،ثم
أردف: قم بمحو كل ما كتبته أنا باللغة الفرنسية، اتجهت إلى السبورة ومحوت ما كتبه
الأستاذ باللغة الفرنسية وبدأت أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، اليوم:الخميس 23
أكتوبر 2014، المادة: فنيات الإلقاء، وبدأت بالشرح كأنني أمام طلبة يتحدثون اللغة
العربية، استمع الطلاب والأستاذ بإنصات حتى أنهيت، قاموا بالتصفيق بالحار، وبدأ
الأستاذ والطلاب يسألونني عن مدى صحة بعض الأمور التي فهموها من حديثي وإشاراتي أثناء
شرحي باللغة العربية، وكان أغلبها صحيحا،ثم عاد الأستاذ إلى حصته وأستأنف الحديث
في فنيات الإلقاء.
تذكرت هذه القصة وأنا ألاحظ يوما بعد يوم الفروق الكبيرة بين الأساتذة هنا في فرنسا والأساتذة عندنا في موريتانيا، الأستاذ هنا بسيط جدا، يلعب مع الطلاب ويكسر الحواجز النفسية، ويحرص أن يشرح بوضوح ويسعد جدا بسؤال أحدهم بل يُذكّرُ في كل حصة من حصصه أنه مهتم بأسئلة الطلاب وملاحظاتهم في كل وقت،
تذكرت هذه القصة وأنا ألاحظ يوما بعد يوم الفروق الكبيرة بين الأساتذة هنا في فرنسا والأساتذة عندنا في موريتانيا، الأستاذ هنا بسيط جدا، يلعب مع الطلاب ويكسر الحواجز النفسية، ويحرص أن يشرح بوضوح ويسعد جدا بسؤال أحدهم بل يُذكّرُ في كل حصة من حصصه أنه مهتم بأسئلة الطلاب وملاحظاتهم في كل وقت،
مرددا
دائما: N'hésitez pas à nous poser toutes vos
questions :
وكثيرا ما تلحظ احترامه للتخصص وذلك حين تسأله عن موضوع آخر ليس في تخصصه فيجيبك ببساطة: لا أعرف، هذا ليس تخصصي، لم يعجبني هذا في البداية ورأيت فيه نقصا مقارنة مع أساتذتنا الذين يجيبون على كل شيء، لكن مع الوقت أدركت أنه مفيد جدا أن يحترم كل أستاذ تخصص الآخرين وأن لا يجيب إلا على الأسئلة التي تعنيه، ولكم أنتم أن تكملوا المقارنة...
وكثيرا ما تلحظ احترامه للتخصص وذلك حين تسأله عن موضوع آخر ليس في تخصصه فيجيبك ببساطة: لا أعرف، هذا ليس تخصصي، لم يعجبني هذا في البداية ورأيت فيه نقصا مقارنة مع أساتذتنا الذين يجيبون على كل شيء، لكن مع الوقت أدركت أنه مفيد جدا أن يحترم كل أستاذ تخصص الآخرين وأن لا يجيب إلا على الأسئلة التي تعنيه، ولكم أنتم أن تكملوا المقارنة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق