الأحد، 18 مايو 2014

قل: شكرا.

ما أجمل أن تُقدّم خدمة -ولو بسيطة- لأحدهم ثم بعد انتهائها مباشرة يتصل بك ليشكرك عليها.
ثقافة اسداء الشكر ثقافة غائبة عندنا للأسف!
كلمة شكرا أخي،شكرا أختي، كلمة لها تأثير عجيب في النفس.
مرة من المرات اتصل بي صديق وطلب مني أن أقدم له خدمة وكانت صعبة وتتطلب كثيرا من الوقت والجهد،تعبتُ فيها كثيرا وكان صديقي هذا -غفر الله لنا وله- يلاحقني بالهاتف بشكل مستمر-وأنا أكره الاتصالات الهاتفية-يسائلني عن كل كبيرة وصغيرة حتى انتهى الموضوع على أحسن حال،انتظرت أن يتصل بي لثوان معدودة ليقول لي كلمة واحدة :شكرا،لم يفعل !! اتصلت به بعد يوم لأسأله هل توصَّلَ بالرسالة أجاب :نعم وقطع الخط بسرعة بالغة!!
مرّت أربع سنوات ولا زلت أنتظر!
كلما قابلت صديقي هذا أتعجب وأقول في نفسي لماذا ثقافة الشكر غائبة عندنا،لماذا يصعُب علينا أن نقول:شكرا.

الخميس، 15 مايو 2014

من خواطر "القمريين"

من خواطر "القمريين" ليلة البارحة.
===================
1- الشيخ أحمد البان:
أجلس هنا حيث روابي ”أفلة” تمنح القمر بعض ألقها وتضع عليه ميسمها الساحر، يتدثر أحيانا بلحاف السحب لكنه ما يلبث أن يتذكر أنه في ”أفلة” فيسفر عن وجهه ليسلك نفسه في روح المكان والإنسان، لكل إنسان قصته الخاصة مع
القمر، ولي معه قصص كثيرة، تملأ نفسي الآن قصاصات كثيرة من أيام الطفولة حيث كنت آتي هذه الأرض كل خريف، زرابي الربيع مبثوثة في تنسيق ظاهر الإبداع والروعة؛ كان خيالي الصغير يصورها في ذهني جنينة سقطت من السماء.
2- سيد محمود الصغير:
لعيون القمر
سلام حبيب القلب في غمرة البعد
وأوجاعِ همس الليل في أضلُع الوجد
تناءت بك الأقدار أشواق نجمة
تراغم أنف البدر في رحلة السهد !
3- خالد الفاظل:
في لقاء مباشر مع قمر تامشكط!
وأنا أستلقي تحت الهواء الطلق وأتعقبه وهو يختبئ بين تلك الغيوم النحيفة كأنه يخاف من "العين"!
كأن الخيال يحملني على بساط من الريح ليلقيني في أحضان الصحراء على تخوم "أوداغست" القريبة من هنا!
ويحدثني عن القوافل وقدح خيول الغزاة وتجار الملح والبافور وأشياء أخرى همس القمر في أذني أن أكتمها لأن "الفوبيا من التاريخ" لا تزال تعشعش في قلوب ساكنة المنكب البرزخي!
قال لي القمر لقد كنت هنا شاهداً على تلك العصور!
رأيت أشياء كثيرة رأيت أول سجدة لله في هذه الأرض وميلاد أول قصيدة وأول "كاف من الموزون" وأول كأس من الشاي يراق هنا وقصص الحب الخالدة بين الرمال والعلم والفروسية!
قاطعت القمر قائلا حدثني عن السياسة والوطن!
نظر إلي بتجهم واختفي وراء سحابة داكنة!
وقال لي ويحك أيها المعتوه لقد عرجت على كل الثقافات والشعوب ولكنني لم أشاهد شعبا أطيب وأكرم منكم لكنني أيضا لم أرى شعبا "أسخلط وألحلح" منكم ويعشق الفوضي ويكره الألتزام بالمبادئ مثلكم..
سأتركك وأبحث عن بعض دموع العشاق المتوارية خلف ثنايا الحنين والسمر إن وجدتها فقد بدأت أخسر شعبيتي بسبب التكنولوجيا لقد هجرني الشعراء والعشاق وبقيت وحيداً أتسكع في دروب السماء أعاني من الزكام والصداع بسبب أرتفاع ثاني أكسيد الكربون وإشعاعات الجشع والحروب على سطح الأرض واخيرا بدأ بعضهم ينتحل شخصيتي تلك الأقمار الصناعية التعيسة!!!
4- محمد جبريل
إلى أصدقاء القمر ...
حاولت التقاط صورة للقمر ولكن مزاحمة المصابيح الكهربائية له جعلت صورته كسيفة ومحاصرة ،أعتقد أن القمر لا مقام له في المدينة المعاصرة ولا يلفت الانتباه إلا ليلة كسوفه...
5- ذات المعالي
لما جذبني ضوء القمر الأزهر تذكرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم..((كالقمر في ليلة التمام))..يارب لاتحرمني زيارة لروضه الشريف فإن قلبي له مشتاق.
6- دحنه ولد مولاي أحمد
ما بدر التم الطالع في هذه الليلة، والمنير لهذه الربى الجميلة!! يقارب أويداني معشار حسنه وبهائه!!، صلى عليه ربي وسلم.
أكثروا من الصلاة عليه _صلى الله عليه وسلم _ تفلحوا.
7-الطيب أعمر
هدية للقمريين
من محفوظات الطفولة
لقميرة الليلة ظاهرة.

الاثنين، 12 مايو 2014

ثقافة الانتماء

الثقافة "الانتمائية" -إن صحّ هذا- قليلة في هذا المجتمع ولعلها سبب فيما نحن فيه من تخلف وإخفاق تنموي كبير،لا نكادُ نصبر على العمل الجماعي ونتضايق من المؤسسية والانخراط في مشروع يجمع معنا آخرين،يريد كل واحد منا أن يظل منفردا في كل شيء، لا أحد يستطيع تمثيلَه! ولا مجموعة أو مؤسسة يمكن أن تحتضنه! إنه أكبر من كل التشكيلات،أكبر من الجميع،إنه صاحب رأي مستقل، ساقط في وهم "الاستقلالية" والخصوصية الفردية.
أفهم أن يتجنب المفكرون أو الشخصيات المرجعية في المجتمع الانتماء الذي قد يقيدهم أو يحدُّ من أفكارهم ويمنع استفادةَ عامة الناس منهم،لكن لا أفهم أن يكون ذلك شأن كل أحد من عامة الناس أمثالنا.
إذا لم نتجازو هذا السلوك البدوي المستفحل لن نتقدم خطوة، نحن لم نعد في البادية وقدرات الناس في هذا الزمن بحكم "فتنة" التخصص وتعقد الحياة أصبحت قليلة، نحن بحاجة إلى المؤسسية إلى الانخراط في المشاريع الجماعية، إلى السعي المشترك.