الخميس، 2 مايو 2013

عشرون تغريدة عن البحر...محاولة لتصحيح مفهوم.


1- راكمت مجموعة من التصورات "اللطيفة" عن البحر كواحد من عامّة المُنخدعين به وأفقت ذاتَ مساء من تلك الخديعة كان ذلك في يونيو 2009 يوم ركِبته.
2- الصورة الموجودة في أذهان الكثيرين عن البحر تم "التقاطها" عن بعد فاكتفت بنسائم الشاطئ العليلة وزُرقة البحر المتسعة .. لكنها لم تغص في الأعماق.
3- أتساءل أحيانا في خضم لحظة عنيفة من لحظات البحر يصفع بها راكبيه: هل عاش شاعر هذه اللحظة وهل يستطيع وصفها من قاموسه؟ اشك في الأمرين معا.
4- كانت رحلة جميلة في بدايتها –كما البدايات دائما- وأنت تفتح عينيك على بحر زاخر "بالجمال" ثم ما تلبثنا إلا يسيرا حتى أرخى الموج سدوله فوجمَ القوم وخارت القوى.
5- دُوّار وقيئ وأمواج لا تكف عن الّلطم ، استسلم الجميع في المعكرة الأولى حتى "السلف الصالح" ممن عاشوا مع البحر سنينا طويلة خانتهم "الأعمال الصالحة" وذاقوا كما ذقنا "عذاب" البحر وجحيمه.
6- حتّى الماء فقد طعمه، الشّاي تحول بسرعة إلى "مشروب ماكر" وداعا للأكل وداعا لركن الخشوع في الصلاة سلام على جماليات الكون وهي تتلوى في ثنايا موج لا يكف عن الصخب.
7- أول مرة أقدر نعمة استقرار الأرض...هنا كل شيء يتحرك ولا يستقر على حال من الهدوء،أحيانا تظن أن السماء تركت مكانها للبحر لشدة اضطرابه وعُلوّ موجه.
8- في البحر حين تنام تتوالى عليك أضغاث الأحلام بشكل غريب...أعتقد والله أعلم أنه مملكة الجن في هذه الأرض.بسم الله الرحمن الرحيم.
9- لم يذكر الشعراء العربَ البحر إلا لِمَاما حتى الذين ساكنوه كطرفة ابن العبد فقد كانت حياة الصحراء والبادية غالبة عليهم وقد قيل: البحر للروم لا تجري السفين به**إلا على غرر والبر للعرب.
10- امرؤ القيس يرى في أمواج البحر مرادفا للهمّ والغم وقد صدق...وليل كموج البحر أرخى سدوله**علي بأنواع الهموم ليبتلي. ولو ركبه في حالة صخب لزاد أكثر من هذا.
11- لو كان أبو صخر الهذلي في رفقتنا لما قال أبياته:تمنيت من حُبّي بثينة أننا**على رَمَث في البحر ليس لنا وفْر//فنقضيَّ همّ النفس في غير رُقبة**ويُغرقُ من نخشَى نميمتَه البحرُ .ستغرق أنت وبثينة معا لا الوُشاة فحسب.
12- وفق المتنبي –كعادته- في الوقوف على حقيقة البحر حين فقال: هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا**على الدُّر واحذره إذا كان مزبدا ... لكنها صورة من عبقرية المتنبي لا من ركوبه البحر-حسب علمي-.
13- ظلت صورة البحر عند الشعراء العرب ترمز للجود والعطاء والكرم فهي صورة من بعيد قال أبو تمام:هو البحر من أي النواحي أتيته**فلجته المعروف والجود ساحله.
14- وحديثا وجد الشعراء والمحبون والمهمومون في البحر متنفسا لهم فالقوا بأحزانهم عند شواطئه وارتاحوا للحديث إليه ولو ركبوه لتغير الأمر وما ائتمنوه على سر.
15- أتمنى لو جمعت شعرائنا الأحياء في رحلة بحرية يركبوا فيها البحر ناحيةَ الرأس الأبيض شمال انواذيبو والأمواج تضرب بعنف ثم أقرأ بعد ذلك شعرهم عن البحر هذا إن بقيت لهم ذائقة للشعر.
16- ما أصدق ذلك البحار حين سألوه: ما أعجب ما رأيت من عجائب البحر؟ قال: سلامتي منه.
17- الشاطئ جميل والبحر آية من آيات الله تزخر بالمعاني العظيمة (زرقته المتسعة وسكونه العجيب في لحظات الصفاء،عطاؤه المتنوع) ... لكن احذروا من أن تركبوه حالَهيجانه ستنسون كل ذلك.
18- لا رجال إلاّ رجال البحر...من أبلغ ما سمعت في هذا الشأن.
19- مع ذلك لا يعدم المُبحر لحظات من الصفاء والجمال لعلها الاستثناء في خضم هدير الأمواج الأبدي.
20- في ختام هذه التغريدات أهديكم هذه الخاطرة التي انتزعتها من عالم الإبحار القاسي كتبتها ذات مساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق