الخميس، 14 مارس 2013

ولد الطالب بين الشعر والسياسة

التجربة الشعرية للشاعر محمد ولد الطالب تجربة رائعة بحق وكونه عُيّن في رئاسة الجمهورية لاينبغي أن يكون سببا في السُّخرية من شعره فقصائد مثل :"مأذنة البوح" و"توقيع على السنبلة" و"الأرض توغل في المساء" ستبقى محفورة في الوجدان ولن يضرها ماتقلد ولد الطالب من مناصب (سياسية) بعد لحظة البوح تلك سواء اتفقنا أو اختلفنا معه في مواقفه السياسية،وهل ضر أبو الطيب المتنبي أن كان شاعرَ بلاطِ سيف الدولة وقد كان أعظم شعراء العربية وأغلب شعره في مدح الملوك.
-------------
التجربة الشعرية ليست سيرة حياة ولانضالا سياسيا إنها لحظة بوح فحسب تُقيّمُ في إطار ماتحمل من معاني عظيمة وليس من خلال المواقف السياسية أو النضالية لصاحبها وإلا لما خلّد الدهر أغلب قصائد الشعراء.
-----------
مع ذلك من حق الناس أن ينتقدوا ولد الطالب في مساره السياسي خصوصا بعد أن اصبح شخصية عامة وهو مسار -في رأيي- مليئ بالأخطاء والإخفاقات وليس مُشرفا... لكن هذا يظل موقفا سياسيا فحسب دون أن يمس من روعة ولد الطالب الشاعر حين يقول:
..........
كلانا بنفس الطريق
وستون عاما من القتل تكفي
لكي يحتفي قاتل بالذي قتله
وستون عاما مضت
وها نحن نمشي على قدم الأخيلة
تصيح الظلال الطويلة من خلفنا
إلي أين يا تائهين؟
إلى أين يا تائهين؟
ونحن نحث خطانا إلى المقصلة
لأننا أفقنا على زمن يكره الأسئلة

الخميس، 7 مارس 2013

العلماء العزاب

قرأت في الأيام الأخيرة كتابا طريفا بعنوان: "العلماء العُزّاب الذين آَثروا العلم على الزواج" لمؤلفه الشيخ الجليل: عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله وهو بحث طريف وجديد. وعنوان "جذّاب" خصوصا لمن آثر أن يكون عَزَبًا من أجل "عيون" العلم. 
ويعرض الكتاب لمجموعة من أكابر أئمة العلم والدين ممن عُرف فضلهم واشتهر علمهم ووهبوا حياتهم كلها للعلم، وعاشوا به عُزَّابا متفرغين... ويريد المؤلف من الكتاب أن يدرك شباب اليوم قيمة العلم عند الآباء وشدة تعلقهم به حتى حرموا أنفسهم من أعلى متع الحياة المشروعة، متعة الزواج والنسل والأولاد بغية الازدياد من العلم وخدمة الدين ونفع المسلمين.
..............................................................................................
هذا الكتاب أهديه لبعض الأصدقاء ممن يعرفون أنفسهم (لن أشير عليهم هنا) فلهم أن يفخروا بالانضمام لـــــ(مجموعة) العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج ويكفيهم أن من (أعضائها) جرير الطبري والإمام النووي وابن تيمية وبشر الحافي وغيرهم كثير من أهل العلم والفضل...لكن عليهم أن يقدموا لنا (ذرية) مطالعاتهم وتفرغهم للعلم وإلا فإن انضمامهم للمجموعة لم يعد مقنعا.

الاثنين، 4 مارس 2013

مقاومة بوعماتو


عموما لن نراهن كثيرا على "مقاومة" بوعماتو ولا على "شجاعته" و"نكرانه لذاته" لأنها أصلا ليست من أجل الوطن ... فقط لأن (مصالحه) الشخصية أصبحت في خطر ولأن قدرنا في هذا الوطن أن تكون رهاناتنا خاسرة بل صادمة.
أين السيد ولد الغيلاني حين أوهمنا ذات مرة أنه مُناضلُ استقلالِ القضاء فما تلبّث إلاّ يسيرا حتى آوى إلى "صمته"...
الحقيقة البسيطة التي لاتحتاج "بيان مقاومة" ولا"حركة تصحيحية" ولا "زيارة للحيّ الساكن" هي أننا نبحث عن "الوطنية" في غير مظانها،دعوهم يتصارعون بينهم ...فقد "تصالحوا" من قبلُ من "أجلهم"ذات مساء في (مهرجان التحدي) وقفا جنبا إلى جنب بملابس (بيضاء) أمام حشد من (الفقراء)...وحين حان (الحصاد) وتقاسم (الكعكة) ليس غريبا أن يتصارعا.